يشهد مجال الثقافة العلمية والتواصل العلمي في الوطن العربي تطوراً ملحوظاً، وذلك بفضل الجهود المبتكرة التي بذلتها الأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في مصر. حيث أكد الدكتور ياسر منصور، المشرف على برامج الثقافة العلمية بمراكز التنمية الإقليمية، على أهمية تبسيط العلوم وكيفية ربط هذه المراكز بالفئات المستهدفة محليًا، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعميم فكر وثقافة العلوم. تتجه هذه المبادرات الاستراتيجية لتشمل الفئات العمرية من 8 إلى 16 عامًا، مما يجعلها فرصة لتنمية المهارات العلمية لدى الأطفال والشباب عبر أساليب تعليمية غير تقليدية. في هذا السياق، يدعو “منصور” أيضًا لإنشاء اتحاد عربي للتواصل العلمي والثقافي، لتوسيع نطاق هذه التجارب الناجحة على مستوى الوطن العربي، حيث يسعى لتشكيل جيل مبتكر وشغوف بالعلوم.
تطوير برامج الثقافة العلمية
يرتبط تطوير برامج الثقافة العلمية بمراكز التنمية الإقليمية برؤية أكاديمية البحث العلمي، التي تهدف إلى تعزيز قدرة الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا. حيث يشير الدكتور ياسر منصور إلى أن هذه المراكز تعتبر الأذرع التنفيذية للأكاديمية، مما يتيح لها تواصل مباشر مع الجامعات والجهات المحلية. وتستهدف البرامج شريحة واسعة من الفئات العمرية، لتقديم معلومات علمية متاحة وسهلة الفهم.
استراتيجيات تعليمية مبتكرة
المراكز تبنت برامج تهدف إلى تبسيط النظريات العلمية من خلال تجارب عملية وتفاعلية. إضافة إلى ذلك، تعزز هذه التجارب فهم الطلاب للمفاهيم العلمية، حيث يتم تقديم المعلومات بطريقة جديدة وجذابة. وتعمل هذه الجهود على دفع الطلاب لاستيعاب المعلومات بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
مؤشرات نجاح قوية
أشاد الدكتور منصور بما حققته البرامج من نتائج إيجابية، مشيراً إلى أن مركز طنطا فقط استقبل أكثر من 1282 طالبًا وطالبة خلال أقل من نصف عام دراسي. كما يعتبر نجاح تلك المراكز في دمياط وسوهاج والزقازيق والوادي الجديد والإسماعيلية إنجازًا يُدلل على فعالية هذه المبادرات.
الاتحاد العربي للتواصل العلمي والثقافي
في ختام تصريحاته، دعا الدكتور ياسر منصور إلى ضرورة إنشاء اتحاد عربي للتواصل العلمي والثقافي تحت رعاية جامعة الدول العربية. الهدف من هذا الاتحاد هو نقل التجربة الناجحة لمراكز التنمية الإقليمية إلى مختلف أرجاء الوطن العربي، مما يسهم في تكوين جيل متحمس للعلوم ومحب للتفكير الابتكاري. تعتبر هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تعزيز الثقافة العلمية في العالم العربي.
من خلال هذا الجهد المشترك، يكتسب طلابنا المهارات والقدرات اللازمة ليصبحوا مبتكرين في مجالات العلوم والتكنولوجيا، معززًا بذلك روح التعاون والتبادل الثقافي بين الدول العربية.