يحتفل اليوم محبو الموسيقى العربية بذكرى ميلاد المبدع الراحل **ملحم بركات**، الذي يُعتبر واحدًا من عمالقة الفن في العالم العربي. وُلِد في 5 أبريل 1942 في منطقة كفرشيما اللبنانية، واستطاع بموهبته الفريدة أن يُصدر عديد من الأعمال الفنية الرائعة التي تركت بصمة مميزة في وجدان كل عاشق للفن. كان ملحم فنانًا متكاملًا، وقدم الأغاني التي تعكس تراث وثقافة لبنان، معبرًا عن حبه لوطنه في كل لحن وكلمة. في هذا المقال، نستعرض مسيرة حياته الفنية وأعماله التي تعد منارة للفن العربي الأصيل.
البدايات الفنية لملحم بركات
في بداياته، كان ملحم بركات يقوم بتلحين بعض الأنغام من كلمات الصحف اليومية، ثم يُقدّمها في المناسبات المدرسية. لقد أُطلق عليه لقب **”مطرب الضيعة”** نظرًا لتواجده الدائم في السهرات والاحتفالات.
كانت أول أغنية له هي **”بلغي كل مواعيدي”** التي غنّاها مع الفنانة جورجيت الصايغ، مما مهّد له الطريق في عالم الغناء.
الحياة الشخصية
تزوّج ملحم بركات في بداية حياته من سعاد فغالي، شقيقة النجمة الكبيرة الراحلة صباح، ولكن هذا الزواج لم يُثمر عن أطفال. ثم تزوّج من رندا عازار، وأنجب منها أولاده مجد، وعد، وغنوة. وعلى الرغم من زواجه المجدد من النجمة مي حريري وإنجاب ابنهم ملحم جونيور، إلا أن حياته العاطفية لم تخلُ من الصعوبات.
شغفه بالطعام وتعبيره عن حب لبنان
عُرف ملحم بركات بحُبه للأطباق اللبنانية التقليدية مثل **الكبة، التبولة، والمجدرة**، التي كانت تحظى باهتمامه. كما عبّر عن حبه لوطنه من خلال دفاعه الدائم عن الأغنية اللبنانية، حيث اعتبر أن الغناء بلهجات أخرى يُعتبر **”خيانة”** للتراث، مما زرع له عداوات مع بعض النجوم.
الآراء السياسية والنقد
كان ملحم من الشخصيات القوية في طرح آرائه النقدية، التي أحدثت جدلًا واسعًا في الوسط الفني. انتقاداته كانت تشمل زملاءه الذين غنوا بلهجات غير لبنانية، مما سبب له الكثير من المشاكل والصراعات.
رحيل ملحم بركات
فارق **ملحم بركات** الحياة عن عمر يناهز 71 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان، حيث توقفت عضلة قلبه عن العمل رغم كل المحاولات الطبية لإنقاذه. رحيله ترك فجوة كبيرة في عالم الفن العربي، ولكن أعماله ستظل خالدة في قلوب محبيه.
في ختام هذا المقال، يظل ملحم بركات رمزًا للفن الأصيل، وستبقى أغانيه تذكر الناس بتاريخه العريق وإبداعه الذي لن يُنسى.
