صمت الغربة.. وداع وحيد لمغربي في شقة بالإيجار بسوهاج

صمت الغربة.. مغربي يودع الدنيا في وحدة تامة داخل شقة بالإيجار بسوهاج

تتجلى مأساة الوحدة في حياة “هشام مستمد”، المغربي الذي تخطى الخمسين من عمره، والذي عاش غربته في شقة صغيرة تقع في الطابق الرابع بإحدى العقارات في مركز دار السلام بسوهاج. عُرف عنه أنه كان يعيش حياة هادئة، بلا زوجة أو أولاد تسانده، ولا أهل يطرقون بابه، حيث كان كل ما يملكه سرير بسيط ومروحة تدور في ركن الغرفة، يرافقه فقط ذكرياته عن وطنه البعيد. هذه القصة تعكس بوضوح كيف يمكن أن تكون الحياة مظلمة عندما تكون الوحدة هي رفيقنا الدائم، وكيف يمكن أن تسلبنا الفرص للارتباط بالآخرين لحظات السعادة التي نحتاجها.

اكتشاف وفاة المغربي الخمسيني

في صباح اليوم الحالي، عندما لم يُجب هشام على طرقات الباب، قرر عاطف، صاحب المنزل، دخول شقته ليجد هشام ملقى على سريره بلا حراك. يبدو أن وجهه كان هادئًا، ربما كأنه نائم، لكن القلب قد توقف عن النبض إلى الأبد. كانت تلك اللحظة هي الشاهدة الأخيرة على حياة هشام، الذي لم يكن له أن يواجه الموت وحيدًا دون أي يد تمسك بيده.

على الرغم من تقرير مفتش الصحة الذي أفاد بأن الوفاة نتجت عن أزمة قلبية حادة، فإن المأساة الحقيقية تكمن في ذلك الألم العميق الذي لم يُذكر في التقارير؛ موت هشام لم يكن فقط نتيجة أزمة قلبية، بل كان أيضًا موتًا يُعبر عن الوحدة القاسية التي عاشها. تم نقل جثمانه إلى المشرحة في صمت، وكأن الحياة ذاتها تكتفي بنهاية صامتة لرجل عاش ومات دون ضجيج.

تتجلى من خلال هذه القصة التأمل في الأبعاد الإنسانية للحياة، حيث تتلاقى الوحدة والموت وتترك لنا دروسًا هامة حول الرفقة والتواصل الإنساني. علينا أن نتذكر أن الوجود يحتاج إلى المكانة التي تملؤها العلاقات، فالحب والاهتمام هما ما يجعل الحياة تستحق العيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top