شهدت الأسواق العالمية تحركات جديدة في أسعار الذهب، حيث تنبئ الأحداث الحالية بمستقبل مشوق قد يؤثر على الأسعار. تعرف على تفاصيل ارتفاع سعر الذهب ومدى تأثيرها على المستثمرين.
أسعار الذهب العالمية: ارتفاع محدود في الأداء
بدأ الأسبوع الحالي بشكل حذر في أسواق الذهب العالمية، حيث ينتظر المتداولون محفزات جديدة تعيد الزخم إلى السوق بعد الارتفاع الملحوظ الذي شهدته الأسعار خلال الفترة الماضية، مدفوعًا بالمخاوف الجيوسياسية وآمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
سجل سعر أونصة الذهب ارتفاعًا طفيفًا اليوم بنسبة 0.2%، ليصل إلى أعلى مستوى عند 3031 دولارا، متجاوزًا سعر فتح الجلسة الذي بلغ 3023 دولارا، حيث يتداول حاليًا عند 3029 دولارا وفقًا لتقرير جولد بيليون.
هذا الارتفاع يأتي بعد سلسلة من الارتفاعات استمرت لثلاث أسابيع متتالية، حيث سجل الذهب أعلى مستوى تاريخي له عند 3057 دولارا قبل أن يشهد بعض عمليات جني الأرباح خلال جلستين متتاليتين.
رغم تراجع الأسعار في نهاية الأسبوع الماضي، لا يزال الذهب يحافظ على وضعه الجيد لمزيد من الارتفاع، شريطة أن تستمر الأسواق في القلق تجاه الأثر المحتمل للرسوم الجمركية على النمو. يعتبر اقتراب الاتفاق على وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا عاملاً يساعد على تهدئة المخاوف في الأسواق، مما يقلل من الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
وفي سياق متصل، تظل التوترات في منطقة الشرق الأوسط قائمة، مع استمرار الغارات على قطاع غزة، وهو ما يعزز ارتفاع أسعار الذهب بالقرب من أعلى مستوياتها.
من المتوقع أن تبدأ الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التنفيذ في 2 أبريل، مما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط التضخمية ويعيق النمو الاقتصادي. ومع ذلك، جاءت تصريحات ترامب الأخيرة لتبين بعض المرونة بشأن الرسوم الجمركية، ما طمأن أسواق المال بشكل جزئي.
يؤثر ارتفاع أسعار الفائدة بالسلب على الذهب، إذ أن المعدن الثمين لا يحقق عوائد لحائزيه. ومع ذلك، يبقى الطلب على الذهب مرتفعًا بفضل المخاوف геopolitية والقلق حول الآثار السلبية المحتملة للتعريفات الجمركية.
تقرير التزامات المتداولين الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة أظهر ارتفاعًا في عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق المالية، حيث زادت تلك العقود بمقدار 25482 عقد، بينما ارتفعت عقود البيع بمقدار 3650 عقد.
أسعار الذهب محليًا: الاستقرار في ظل تذبذب الأسعار
شهد سعر الذهب المحلي تقلبات محدودة خلال تعاملات اليوم الإثنين، متأثرًا بتقلبات سعر الذهب العالمي في ظل ضعف النشاط التجاري مع بداية الأسبوع. افتتح الذهب من عيار 21 عند 4285 جنيهًا للجرام، ليصل إلى 4280 جنيهًا أثناء كتابة التقرير، بعد أن استقرت الأسعار عند 4280 جنيهًا خلال جلسة يوم أمس.
تأتي هذه التحركات بعد تسجيل الذهب المحلي أعلى مستوى تاريخي له عند 4305 جنيهات للجرام الأسبوع الماضي، ولكنه أغلق تحت المستوى 4300 جنيه نتيجة عمليات جني الأرباح.
إن تواصل تقلبات أسعار الذهب عالميًا يؤثر بشكل كبير على الساحة المحلية، حيث يعتبر السوق المحلي تابعًا للتحركات العالمية في التسعير.
يتزايد المعروض من الذهب محليًا بسبب ارتفاع الأسعار، مما ينعكس على قرارات المواطنين بالبيع للاستفادة من الأسعار المرتفعة، في ظل تراجع الطلب العام في السوق.
توقعات استمرارية أسعار الذهب عالميًا ومحليًا
تواصل تحركات الذهب العالمية الهدوء مع بداية هذا الأسبوع، حيث تترقب الأسواق المزيد من الأحداث السابقة لتحديد الاتجاه التالي للسوق. بعد تسجيله أعلى مستوى تاريخي الأسبوع الماضي، فإن التحركات الحالية تشير إلى ضرورة اتخاذ الحذر.
سجل الذهب المحلي ارتفاعًا مستمرًا على مدار ثلاثة أسابيع متتالية، على الرغم من الانخفاض الملحوظ الذي شهدته الأسعار جراء جني الأرباح نهاية الأسبوع. ومع إغلاق الذهب العالمي فوق مستوى 3000 دولار للأونصة، يظل السعر في مسارك الصاعد، يترقب فرص جديدة قد تعزز من ارتفاعه.
في النهاية، يتداول الذهب محليًا بسعر 4280 جنيهًا للجرام بعد تسجيل مستويات تاريخية، مما يشير إلى حاجة السوق لتجميع الزخم الكافي في انتظار المحفزات الجديدة لتوجيه الأسعار صوب الاتجاه التالي.
