في عهد التطور التكنولوجي المتسارع، استمر البحث في تجديد وسائل العلاج الطبي بشكل يفوق التصور. فقد كشف باحثون من جامعة نورث وسترن الأمريكية عن ابتكار جهاز جديد لتنظيم ضربات القلب، أصغر من حجم حبة الأرز. هذا الجهاز يمكن حقنه في الجسم عبر إبرة، مما يلغي الحاجة إلى التدخل الجراحي، وهو ما يُعتبر ثورة في رعاية الأطفال الذين يحتاجون إلى تنظيم مؤقت لنبضات القلب، مثل حديثي الولادة.
جهاز تنظيم ضربات القلب الجديد
نشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية Nature، حيث أوضحوا أن هذا الجهاز يذوب تلقائياً بعد انتهاء الحاجة إليه. هذا يجعله خيارًا مثاليًا للمرضى الذين يحتاجون إلى تحفيز مؤقت للقلب. حاليًا، يعاني حوالي 1% من الأطفال حديثي الولادة من عيوب خلقية في القلب، مما يتطلب منهم استخدام أجهزة تنظيم القلب لفترات زمنية قصيرة بعد الجراحة.
فوائد الابتكار
يسهل الابتكار عملية زراعة الجهاز، حيث لا يتطلب خياطة الأقطاب الكهربائية على عضلة القلب كما هو الحال في الأجهزة التقليدية. كما أن هذه الانتكاسات يمكن أن تؤدي إلى نزيف داخلي. الجهاز الجديد يجعل عملية الزرع أبسط وأقل خطورة، مما يسمح بعلاج أصغر المرضى بطريقة أكثر أمانًا.
تقنيات متطورة للتحفيز
يعمل الجهاز الصغير بالتزامن مع وحدة خارجية تُوضع على صدر المريض. هذه الوحدة تُصدر نبضات ضوئية تُحفز القلب عند الاكتشاف المبكر لأي خلل في ضربات القلب. الجهاز يمكن أن يتفاعل مع أي غرسة طبية أخرى مثل صمامات القلب الصناعية، مما يمنح الأطباء مرونة أكبر في العلاج.
طاقة حيوية مبتكرة
يتميز هذا الجهاز الجديد باستخدام بطارية حيوية تحول السوائل البيولوجية داخل الجسم إلى طاقة كهربائية، مما يحسن من كفاءة عمله. الجهاز قد أثبت نجاحه في تنظيم ضربات القلب خلال اختبارات على نماذج حيوانية وأيضًا على قلوب متبرعين بشريين متوفين.
آفاق المستقبل
قال جون روجرز، أحد الباحثين المساهمين في الدراسة: “لقد ابتكرنا أصغر جهاز لتنظيم القلب في العالم، وهناك حاجة ماسة لهذا الابتكار، وخاصة للأطفال الذين يعتمدون عليه في حياتهم اليومية.”
بهذه التحديثات، يسعى الجميع إلى إنقاذ الأرواح وتحسين جودة الرعاية الصحية، مما يعطينا الأمل في مستقبل أفضل في مجال الطب.
