عمل بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث خطوة في سبيل إنقاذ النيل مما يعانيه ويتعرض له من تلويث بشتى أنواع الملوثات. فمن الواضح أن العالم كله من حولنا يعي أهمية النيل إلا نحن المصريون. لم نعد ندرك قيمته في أنه ثاني أطول الأنهار في العالم، وهو الذي تغنى به الكثير من الشعراء. لذا دعونا نسترجع دوره وأهميته في حياتنا، وكيف يمكننا المحافظة عليه.
مقدمة بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث
لا تهدد مشكلة تلوث نهر النيل حياة المصريين وتضع صحتهم في خطر فقط؛ بل يمتد الأمر إلى جميع جوانب الحياة. ولمن لا يعي ذلك فأهمية نهر النيل تمتد لتشمل جميع جوانب حياة المجتمع المصري، حيث يؤثر على الزراعة، والصناعة، والتجارة، والسياحة، والاقتصاد، بل وحتى على الثقافة. فبدون النيل لم يكن ليستطيع المصريون القيام بالكثير من الأعمال وأهمها بناء الحضارة العريقة.
لذا ومن هذا المنطلق وجب القيام بعمل بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث باعتبار التلاميذ هم الثمرة التي يُبنى عليها المجتمع. وإذا أردنا أن نبدأ بتوعية جميع فئات المجتمع بخطورة مشكلة التلوث وأهمية التعاون للحفاظ على النيل؛ فإن هذه التوعية لابد أن تبدأ من منبت هذا المجتمع ألا وهم التلاميذ، الذين هم مستقبل هذه الأمة.
اقرأ هنا: شروط القبول في الجامعة الأمريكية في مصر
أهمية نهر النيل
بالرغم من وجود بعض التغيرات في الدور الذي يلعبه نهر النيل بين الماضي والحاضر، إلا أن أهمية نهر النيل في حياتنا لا تزال كما هي، ومهما تقدم الإنسان المصري سيظل يعتمد على نهر النيل كشريان للحياة.
لذلك دعونا في الفقرات التالية من بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث نتعرف على أهمية نهر النيل قديماً وحديثاً:
أهمية النيل قديماً
- كان نهر النيل قديماً هو العامل الرئيسي الذي ساعد على قيام الحضارة الفرعونية، حيث أنه كان مصدر الرطوبة الوحيد، وتربته الخصبة ساعدت على قيام الزراعة، وتنوع المحاصيل، واستقرار الإنسان المصري. وبالتالي ازدهار حياته، وقيامه بإنشاء هذه الحضارة.
- كان حدوث فيضان النيل في مصر القديمة بمثابة حدث عظيم يستحق الاحتفال؛ فهذا الفيضان كان يخلف وراءه طبقة الطمي الغني بالعناصر والمغذيات التي ساعدت على ازدهار الزراعة وحدوث تنوع في المحاصيل.
- استخدمه المصريون قديماً كمجرى للتنقل بين المدن، وحمل البضائع بهدف التجارة مما أكسبه أهمية اقتصادية، وساعد على ازدهار الاقتصاد.
- استكمالاً لأهميته في ازدهار الاقتصاد، فلقد استخدمه المصريون في الصيد بالرماح بهدف الغذاء أولاً، ثم بهدف بيع هذه الأسماك أو مقايضتها بسلع أخرى.
- استخدم المصريون القدماء نبات قصب السكر الذي كان ينمو بشكل طبيعي على ضفتي النيل في الكثير من الصناعات، مثل: صناعة ورق البردي الذي كان هو الأساس لصناعة الورق، وأيضاً صناعة الحبال، والقماش، والصناديق.
- بسبب اعتقاد المصريين القدماء بأن النيل هو ممر يربط بين عالم الحياة والموت، فلقد ألهمهم ذلك الاعتقاد ببناء مقابرهم – والتي هي الأهرامات الثلاثة التي تعد من أهم المزارات السياحية في العالم اليوم – على الجانب الغربي للنيل.
أهمية النيل حديثاً
- مياه النيل اليوم تعد هي المورد الرئيسي للمياه في مصر، وهو المصدر الوحيد للمياه العذبة الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي.
- هو المصدر الطبيعي الرئيسي المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية في مصر.
- يعيش على ضفاف النيل حوالي 95% من إجمالي سكان مصر.
- يعد النيل مصدر مهم وأساسي من مصادر الثروة السمكية.
- مياه النيل بيئة مائية غنية بالحيوانات والأحياء المائية مثل: التماسيح، والسلاحف.
- بالرغم من أنه لم يعد وسيلة نقل أساسية كما من قبل، إلا أنه يظل وسيلة طبيعية للتنقل بين المناظر الطبيعية بعيداً عن الضوضاء والازدحام.
- له دور مهم في تنشيط السياحة، حيث أُنشئت على ضفافه الكثير من القرى والمدن السياحية، كما يقبل السائحون عليه للتمتع بمناظره الخلابة، والاستمتاع بركوب المراكب الشراعية والنيلية فيه.
- لا تتوقف أهميته بالنسبة لمصر فقط، بل إنه يعمل على تدفق المياه لمساحات واسعة من الأراضي الأفريقية، مما يعمل على دعم الكثير من البشر، وتقديم المياه العذبة لهم.
تلوث نهر النيل
تلوث مياه النيل مشكلة خطيرة تهدد ليس فقط المجتمع المصري، بل تشكل خطراً على جميع الدول المستفيدة من مياه النيل. وتتعدد مصادر هذا التلوث بدءاً من إلقاء المواطنين للقمامة والمخلفات في مياه النيل، ورمي جثث الحيوانات الميتة، ونفايات قوارب الركاب والقوارب النيلية، والعادات الشخصية الخاطئة، ومياه الصرف الصحي، مروراً بتصريف مياه الصرف الزراعي التي تحتوي على كيماويات ضارة. بالإضافة إلى اختلاط الأسمدة العضوية وغير العضوية والمبيدات الضارة بمياه النيل وتهدد حياة جميع الكائنات الحية.
ولكن أكثر هذه الملوثات خطورة هي مخلفات المصانع التي تحتوي على معادن ثقيلة سامة مثل: الرصاص، والمواد النفطية، والمواد المشعة التي تتسرب من السفن والقوارب. ومع زيادة كميات هذه الملوثات كل عام عن العام الذي يليه وعدم التكاتف لحل هذه المشكلة، فإن الأمر قد يتطور إلى مخاطر وأضرار فادحة.
المخاطر المترتبة على تلوث نهر النيل
يترتب على تلوث نهر النيل الكثير من النتائج السلبية والمضاعفات الخطيرة، ضمن بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث دعونا نلقي نظرة على أهم هذه المخاطر:
- أدى تلوث نهر النيل على مدى سنوات عدة إلى تفشي العديد من الأمراض المزمنة والأوبئة الخطيرة ومن أهمها: التهابات وأمراض الكبد، والسرطانات، والتيفوئيد، والفشل الكلوي، والكوليرا، والبلهارسيا.
- يترتب على تلوث مياه النيل وإلقاء الكيماويات في النيل تسمم الأسماك والأحياء المائية التي تعيش فيه، وبالتالي تدهور صحة الإنسان العامة، وتدهور الحالة الاجتماعية والاقتصادية أيضاً نتيجة قلة الكائنات الحية فلا يجد الإنسان ما يصطاده لبيعه وكسب رزقه منه.
- يؤثر التلوث بصورة مباشرة على الري والزراعة في مصر، حيث يتم ري المزروعات والمحاصيل الزراعية بمياه النيل، فتنتقل السموم الموجودة به إلى الخضروات والفواكه التي نأكلها، ومنها تنتقل إلينا وتنقل معها الأمراض.
- ازدياد تلوث مياه النيل مع الوقت سيؤدي لقلة المياه، ومع وجود مشكلة السدود التي تهدد أمننا، ستتعرض مصر لأزمة قلة المياه وخطر العطش.
- أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن التلوث خاصة التلوث المائي يعد من أهم الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة كل عام أكثر من سابقه.
دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث
يستطيع التلميذ القيام بالكثير من الإسهامات الهامة لحماية نهر النيل والمحافظة عليه، نتعرف على ذلك في السطور التالية:
- قيام التلاميذ بعمل ندوات ومحاضرات في المدارس والجامعات ومناقشة مشكلة التلوث، ومحاولة إيجاد حلول عملية لها.
- يمكن للتلاميذ أن يخصصوا يوماً دراسياً كاملاً للتضامن مع مشكلة تلوث النيل، وحمل اللافتات والشعارات التي تحث الجميع على حماية النيل وعدم تلويثه.
- الذهاب في رحلات أو حملات توعوية للمصانع التي ترمي مخلفاتها في النيل، وتوعيتهم بالمخاطر المترتبة على ما يقومون بفعله علينا جميعاً.
- تنظيم حملات تطوعية لطلبة المدارس والجامعات للمشاركة في تنظيف مياه النيل، وإزالة النفايات والمخلفات.
- القيام بحملات إعلامية على مواقع التواصل الإجتماعي باعتبارها من أهم الطرق التي يمكن بواسطتها إيصال أي فكرة في عصرنا هذان وتشجيع الناس على الحفاظ على نهر النيل وزيادة وعيهم البيئي.
- عمل مبادرات عن ضرورة حماية النيل من التلوث، ونشر هذه المبادرات على نطاق واسع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.
شاهد أيضاً: دور الطالب في حماية النيل من التلوث وما يترتب عليه من مخاطر
طرق الحفاظ على نهر النيل
استكمالاً لعمل بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث دعونا نوضح أهم الطرق التي يمكن عن طريقها الحفاظ على نهر النيل:
إعادة تدوير النفايات
من خلال إعادة تدوير النفايات والمواد البلاستيكية والصلبة نكون قد قمنا بحماية النيل من التلوث، وفي نفس الوقت استفدنا من هذه المخلفات ولم نهدرها. أما باقي النفايات التي لا تصلح للتدوير يمكن التخلص منها بطرق آمنة لا تضر النيل.
تطوير وسائل ري المحاصيل
يساعد تطوير الوسائل التي تستخدم في ري الأراضي الزراعية، واستخدام وسائل ري حديثة على تقليل الفقد في المياه أثناء عملية الري، والحفاظ على مياه النيل.
مراقبة المصانع المطلة على النيل
يجب فرض رقابة مشددة على المصانع المطلة على نهر النيل والتي تلقي بنفاياتها فيه، وفرض العقوبات الرادعة على كل من يقوم بذلك.
تحلية مياه الصرف الصحي
عن طريق تحلية وتنقية مياه الصرف الصحي لن تتلوث مياه النيل بالصرف الصحي، وفي نفس الوقت ستتوفر المزيد من مصادر المياه التي يمكن استخدامها في جميع الأغراض.
البحث عن موارد جديدة للمياه
مثل تحلية مياه البحار، وإقامة السدود في الأماكن التي يزداد بها هطول الأمطار بغزارة، وبهذا يمكن الحفاظ على مياه النيل وتخفيف العبء الواقع عليه.
توصيات للمحافظة على نهر النيل
في نهاية بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث هذه أهم التوصيات التي يمكننا من خلالها حماية نيلنا والحفاظ عليه:
- قيام البرلمان المصري بسن قوانين وفرض عقوبات وغرامات مالية مشددة في حق كل من يلوث مياه النيل بشكل مباشر أو غير مباشر.
- زراعة المحاصيل الزراعية الملائمة للظروف المائية لنهر النيل في الوقت الحالي.
- عمل صيانة دورية للمحطات المخصصة لمعالجة مياه النيل، وتوفير جميع الإمكانيات المادية والخبرات البشرية للتعامل مع هذه المحطات بكفاءة عالية.
- عمل حملات إعلامية مكثفة تحذر من الخطر الذي يحدق بنا نتيجة تلويث مياه النيل، وضرورة التكاتف معاً للحفاظ عليه.
- فرض عقوبات تصل إلى حد السجن أو دفع تعويضات مالية كبيرة لكل من يتعمد تلويث نهر النيل.
- الاتجاه إلى استخدام أسمدة طبيعية وعضوية للمحاصيل بدلاً من استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية الضارة.
- تخصيص أماكن لرمي القمامة على طول ضفاف النيل، ووضع لافتات عليها بخطورة تجاهل هذه الأماكن وإلقاء المخلفات في المياه.
في ختام بحث عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث نوضح أن أثر تلوث نهر النيل وخطورته تظهر جلياً في الأراضي الخصبة المحيطة به؛ فلم تعد الأراضي خصبة كما كانت من قبل، ولم تعد غنية بالمغذيات، وأصبحت في تدهور مستمر. لذا نسأل الله تعالى أن يحمي نيلنا ويديم هذه النعمة علينا ويحفظه لنا من الزوال.